top of page

د. ربى دعاس ( مديرة مركز تطوير طواقم التربية والتعليم)

يصدر مركز تطوير طواقم التربية والتعليم في شرق القدس، نشرة أخبار عن نتائج سيرورات التطوّر المهني وممارسات تربوية تتميّز بالابتكار والحداثة للعام الدراسي 2019-2020.

قمنا في السنوات الأخيرة بتسليط الضوء على ممارسات المعلّم داخل صفّه وخارجه، إذ نشهد أنه يقود عدة دوائر مختلفة داخل مدرسته وخارجها، إضافة إلى سيرورات مدرسية متميزة وناجحة للتطوّر المهني، ومن هنا انطلقنا بفكرة إصدار مجلة لطواقم المعلّمين والمدارس في شرق القدس، تسلّط الضوء على الأفكار الجديدة والمعضلات والنجاحات والمخرجات في أعقاب التطوّر المهني.

استمرت عملية التعلّم والتعليم بشكل مختلف في هذا العام بسبب جائحة كورونا، والتي حلّت علينا وعلى العالم أجمع بصورة مفاجئة. لقد وُضعنا أمام امتحان لفحص أنفسنا ومدى جاهزيتنا لمواجهة التعليم عن بعد، وهو الأمر الذي أكد على الحاجة والضرورة لدمج التكنولوجيا الرقمية والتطبيقات المحوسبة في عملية التعليم. عمل طاقم المركز ومحاضريه جميعًا من أجل مواجهة هذا التحدّي والعمل على تطبيقات تعليمية محوسبة في وقت قصير وبشكل فوري دون أي فترة انتقالية تحضيرية.

فباتت المسمّيات "زوم – zoom"، و"مودل -Moodle"، و"ويبكس Webex"، إضافة الى المنصات التكنولوجية الأخرى المختلفة، مسمّيات مألوفة لدى طواقم المعلمين وفُتحت الخيارات التكنولوجية أمامهم. وبعد أن كان يدمج التعليم الرقمي في التعليم بوصفه داعمًا للعملية التعليمية وخيارًا تعليميًا أضحى اليوم الوسيلة المركزية الوحيدة للتعلّم.

على صعيد المتعلّمين، يُنظر إلى التعلّم الرقمي بوصفه شخصيًا وفعّالًا وممتعًا، ويساعد على التعرّف على بيئات تعلّم مختلفة ذات محتوى رقمي متنوّع، كما ويساعد على تطوير مهارات التفكير، والاستقلالية في التعلّم، وزيادة الدافعية والمشاركة.

مبنى الصف في القرن الواحد والعشرين قد تغير بشكل سريع جدا من حيث التعلم والتعليم. وهذا الامر يتطلب من المعلمين ان يكونوا ذو خبرة وتمكن أكثر من السابق وليس فقط بمضمون المادة التعليمية. الأبحاث تدل على ان العامل الذي يؤثر على تحسين تحصيل الطلاب هو كفاءة وجودة المعلم. في هذه الفترة يتطلب معايير عالية في التعلم والتعليم, الحاجة في تطوير كفاءة المعلم هي الحاجة الماسة في هذه الفترة.

تحديات كبيرة تواجهنا وأهمها كيفية الحفاظ على الاتصال والتواصل مع طلابنا, طرق التعليم التي استخدمت في الماضي لا تناسب "التعلم عن بعد" والتي يجب على المعلم ملاءمة تخطيط الدرس الى طلابه واحتياجاتهم الخاصة. السؤال الذي يطرح كيف يمكن جعل الطلاب يشاركون, يتفاعلون, يستمتعون, يتحدون, يتلهفون  في التعلم عن بعد. من هنا بدأنا هذا العام بتطوير المعلم مهنيا في كل موضوع التكنوبيداغوجيا وهذا بهدف تطوير المهارات التكنولوجية واكسابه مهارات لتطوير الجانب العاطفي-الاجتماعي في صفه. فكانت لنا الفرصة كبيرة للتعلم من الحقل ومن تجارب المعلمين المختلفة, لمسنا إضاءات تمثّلت في جهود المعلّمين الناجحة وكسرت حواجز الرهبة من التكنولوجيا والتي سنعرضها في العدد الثاني من المجلة السنوية.

ومن هنا لا يسعني إلّا أن أتقدّم بالشكر الجزيل لجميع الطواقم التي عملت جاهدا من أجل إنجاح عملية التعلم عن بعد وبأخذ  المسؤولية وتحويل التحدي الى نجاحات حيث طورت أساليب واستراتيجيات حديثة في التعلم عن بعد

bottom of page