top of page

المشاهدة كأداة لتطوير سيرورات التعلّم والتعليم

ندين منصور (مركزة التقييم في المركز)

"تخيلوا حياتكم من غير تغذية راجعة: أن تتصرفوا بهذه الطريقة أو بغيرها ولا تتلقوا من أحد أي رد فعل، إن كان بشكل مباشر أو ضمني، مثل: "ممتاز، كل الاحترام!" أو "حقًا!" ..... كيف ستشعر حينها؟ هل ستفقد الاتجاه، وهل ستشعر بأنك تطفو في الفضاء، أو ستشعر بأنك ضائع؟... الإنسان هو مخلوق ينشأ من خلال التغذيات الراجعة وردود الفعل التي يتلقاها من البيئة المحيطة" (בוזו־שוורץ והרפז, 2013).


يطمح مركز تطوير طواقم التربية والتعليم إلى تقديم استكمالات ذات جودة تلبي احتياجات المتعلّمين من الحقل وإلى الحقل بواسطة أدوات متابعة وتقييم ديناميكية من أجل اكتساب نظرة شاملة حول الاستكمالات والبرامج التربوية.


فقد طوّرنا استبيان لتقييم استكمالات التخصّص المتنوّعة، واستبيان لتقييم الاستكمالات المدرسية، واستبيان آخر لتقييم استكمالات التطوّر المهني عن بُعد، تهدف كلّها إلى جمع معلومات من المتعلّمين حول الاستكمال وجودته من عدة جوانب مختلفة. إضافة الى تطوير أداة مشاهدة للمرشدين التربويّين الخاصين بالمركز، يقوم المرشد من خلالها بجمع معطيات حول الاستكمال. 


أداه المشاهدة هي من الأدوات المهمة جدًّا، "فالافتراض الأساس هو أنَّ هذه الأداة فعالة وتمنح المشاركين فرصًا لجمع البيانات واكتساب رؤى في الصف الدراسي" (Cohen, Manion and Morrison, 2000).  وتعتبر المشاهدة طريقة رئيسية لجمع البيانات حول هذه الأمور. ولإدراك أهمية المشاهدة، يصف كوثاري (Kothari, 2004)، أنه يمكن إجراء المشاهدة على أي موضوع تقريبًا، وأنواع المشاهدة التي سيجريها الباحث تعتمد على أسئلة البحث الخاص به" (Ameyaw et al., 2018)، ويمكن لها "أن تفحص جوانب مختلفة من اللقاء، مثل روتين الصف، واستخدام الوقت، والجدول الزمني، والمشاركة، واستراتيجيات التدريس، واستراتيجيات إدارة الصف، واهتمام المتعلّم وغير الكثير" (Bilash, 2009).


تعكس لنا تلك الملاحظات، التي تدوّن خلال المشاهدة، الكثير من الجوانب التي تستخدم لاحقًا كأساسيات لبناء حوار تربوي ارتدادي يسعى إلى خلق رافعة إضافية لتحسين جودة التعلّم والتعليم. وبنفس قدر أهمية المشاهدة، يخلق ويطوّر الحوار لدى المتعلّمين قدرة أوسع للتأمل في الممارسات التربوية. فمن "فوائد الحوار التربوي" (גוטרמן, 2010):

  • التركيز على السلوكيات التعليمية التي تمّت مشاهداتها في اللقاء، بدلًا من السلوكيات التعليمية السابقة؛

  • يساهم في تطوير التفكير التأملي لدى المعلّم حول اللقاء؛

  •  يركّز على الاحتفاظ والتعزيز والتغيير في سلوكيات التدريس؛

وعليه، يقدّم المشاهد (المرشد التربوي)، بناء على مشاهدته، نتائج كمية رقمية لمعايير محدّدة وواضحة تفحص مدى انعكاسات الممارسات التعليمية المختلفة التي تحصل داخل غرفة الصف ويدرجها في سلّم 0-6. كما ويقدّم، إلى جانب إلى ذلك، ملاحظات نصّية لأفكار وأدلة وأمثلة تعكس لنا غرفة الصف، وديناميكية العمل داخله، والالتزام والتفاعل الاجتماعي الذي يحصل بين الأطراف، ودافعية المتعلّمين والحوار. كما ويسلّط الضوء على مناطق القوة ومجالات فرص التعلّم.


نقوم في قسم التقييم الخاص بالمركز بجمع المعطيات التي يقدّمها المرشد المستندة إلى مشاهدته والمعطيات التي يقدّمها المستكملين  في الاستبيان (حسب الاستبيان الملائم)، ونقوم بتحليلها وتلخيصها واستخراج العبر منها، ونستخدمها لتحسين وتطوير الاستكمالات والبرامج التربوية.


بما يخص الاستكمالات المدرسية والتخصّصية، يتم عرض نتائج الاستبيان المدرسي ونتائج المشاهدة والتوصيات التي نتجت لدينا ونشاركها مع مدير المدرسة وأطراف ذات الصلة، وبناءً عليها يتم عقد جلسة لمحادثة مفتوحة مع جميع الأطراف، وكتابة توصيات واقتراحات مستقبلية لرفع جودة الاستكمال والممارسات التعليمية المرجوة، والتي تستخدم كحجر أساس في بناء خطة التطوّر المهني للمعلّمين للسنة التي تليها.

إضافة إلى ذلك، يتم عقد محادثة مفتوحة مع المحاضر لعرض نتائج المشاهدة ونتائج الاستبيان، ويقام حوار تربوي ارتدادي حول هذه النتائج ووضع توصيات واقتراحات لتحسين جودة الاستكمال ومضامينه بما يتلاءم مع احتياجات المتعلّمين واحتياجات الحقل

يقوم بكل ذلك المركز من أجل توفير الاستكمالات الملائمة للمتعلّمين والتي تعود بالفائدة بالأساس لتطوير الممارسات التعليمية التطبيقية التي يقومون بها داخل الصف من أجل الطلاب.

يقوم بكل ذلك المركز من أجل توفير الاستكمالات الملائمة للمتعلّمين والتي تعود بالفائدة بالأساس لتطوير الممارسات التعليمية التطبيقية التي يقومون بها داخل الصف من أجل الطلاب.

bottom of page