top of page

تأسيس وتمكين تعلّم الزملاء في الاستكمالات المدرسية

إيمان غزيل (مرشدة التطوّر المهني)

يعتبر نموذج القوى الداخلية، أو ما يسمّى بتعلّم الزملاء في التطوّر المهني، أحد النماذج الحديثة التي تم تأسيسها والعمل على تعزيزها في السنوات الأخيرة وحتى يومنا هذا في مركز تطوير طواقم التربية والتعليم في شرق القدس، إيمانًا منّا بأهمية مشاركة المعلّمين بشكل فعّال في التطوّر المهني المدرسي. وذلك لأنه يتيح للمعلّم عرض وتقديم ما لديه من خبرات تربوية بيداغوجية أمام زملائه الآخرين في مدرسته، أو في مدارس أخرى، ممّا يعرّف بالطاقات المهنية التربوية الهامة الموجودة في الحقل. ولذا، يسعى المركز إلى تشجيع وتنمية القوى الداخلية الشريكة والفعّالة في الحقل.

يعتمد نموذج القوى الداخلية على تطوير الأفراد المؤثّرين والقياديّين والمتميّزين من الطواقم التربوية، الذين يمكنهم تحديد احتياجات التطوّر المهني في مدرستهم، بما يتوافق مع الرؤيا المدرسية، ولهذا يعملون على التخطيط المشترك والتقييم المرحلي المستمر والتأمل والتفكّر من أجل تلبية الاحتياجات الملحة للمدرسة.

يتم بناء الاستكمال وفق دوائر التعلّم التي ينقسم المعلّمون فيها إلى مجموعات صغيرة. فالهدف الأساس من هذه العملية هو انتقال الخبرة التعليمية/التربوية من معلّم إلى آخر من خلال الخبرات المتبادلة، وعمليات التوجيه، والنقاشات والتغذية الراجعة، إذ يعتبر تعلّم الأقران نموًا مهنيًّا يهدف إلى تطوير أداء المعلّم داخل الصف. من شأن هذه الدائرة توفير فرص للمعلّمين لدعم نمّوهم المهني والتقييم الذاتي وتطوير أدائهم، إذ إنَّ الطرفين في هذه العملية متكافئان وبإمكانهما تبادل الأدوار خلال اللقاءات (بوزو-شفارتس ومندل-ليفي، 2016).

أضحى تعبير تعلّم الزملاء من القوى الداخلية واسع الانتشار، ومعروف داخل الأطر التعليمية المختلفة في شرق القدس، كما ويتم اعتماده فعليًا بشكل منهجي. فعلى سبيل المثال، تنمّي وتدعم مدرسة العيسوية الابتدائية بنين تعلّم الزملاء منذ خمس سنوات، وقد نجح المعلّمون في الحفاظ على سيرورة تعلّم الزملاء من خلال تذويت رؤيا القوى الداخلية، إذ يجتمع المعلّمون ويعملون معًا من أجل التطوّر المهني. كان هناك صعوبة، في البداية، في إيجاد "القادة"، ولكن بعد التطبيق اتضح أنَّ الطاقم "يمتلك المعرفة"، الأمر الذي يثير الدافعية للعمل والتعلّم ويزيد من التعاون والمشاركة وبناء لغة مهنية موحّدة.

من الجدير ذكره أنَّ تنفيذ فكرة القوى الداخلية واعتمادها كمنهج يتطلّب العمل المنظّم والدؤوب، من حيث دعم المعلّمين ذوي الكفاءة والطابع القيادي، بالإضافة إلى القدرة على المبادرة والاجتهاد الذاتي وتعزيز الثقة بالتعلّم الداخلي في المدرسة. يتيح كل ذلك الفرصة على الانفتاح والتعلّم القائم على الأدلة المستمدّة من الممارسات التعلّمية الشخصية لدى المعلّمين من خلال تعاملهم مع الطلاب داخل الصف، إذ يكون التعلّم ملموسًا وقريبًا من الخبرة وأكثر فاعلية عند استخدام الأدلة من داخل الصفوف.

كجزء من العمل المجتمعي المهني، تقوم طواقم المعلّمين داخل مجتمع القوى الداخلية بتطوير لغة تربوية مشتركة يستخدمونها في مدرستهم. كما وأنَّ "القوى الداخلية" لديها الإمكانية بإحداث تغيير وتأثير على بناء ثقافة التعلّم التعاوني والمشاركة بين الزملاء، وذلك لأنه لا يمكننا الاكتفاء بالتعاون "الظاهر"، الذي يهدف إلى صياغة اتفاقيات مبطنة بين المجموعة فقط، بل على الزملاء اعتماد مناقشات وحوارات بنّاءة بين بعضهم البعض. كما ويُطلب من المعلّمين مشاركة ما يعتبر بشكل تقليدي خاص وفردي، مثل الأهداف والاستراتيجيات والمواد الدراسية والأسئلة والمخاوف والأخطاء والنتائج، من أجل تعزيز الحوار الحقيقي في الفريق، إضافة إلى ضرورة التغلّب على المعارضة والرفض التي يمكن أن تظهر عند أغلب المعلّمين. تستند ثقافة التعاون، التي تميز "القوى الداخلية"، إلى عملية منهجية بحيث يعمل المعلّمون معًا على تحليل وتحسين والتطوير، بهدف الوصول إلى تحسين وتطوير أداءاهم داخل الصفوف والمدرسة ككل.

تُخصّص بعض ساعات القوى الداخلية لتعزيز التعاون والشراكة بين المدراس المختلفة. ولهذا، توجد لدى الطاقم إمكانية التعلّم المتبادل بين المدراس، إذ إنَّ هناك مدارس مستضيفة بموضوع التميز المدرسي الخاص بها، والتي تتمتّع بإمكانية استضافة زملاء من مدراس أخرى في إطار ساعات القوى الداخلية. ينطوي ذلك على فرصة التعرّف والتعلّم عن قرب لإحدى الخاصيات الموجودة في المدرسة، ويقوم باستقبال هؤلاء الزملاء طاقم مهني من المدرسة المستضيفة: استقبال، ومحاضرة، وجولة في المدرسة، وورشات عمل بمجموعات صغيرة، وتغذية راجعة. 

يعتبر نموذج القوى الداخلية، أو ما يسمّى بتعلّم الزملاء في التطوّر المهني، أحد النماذج الحديثة التي تم تأسيسها والعمل على تعزيزها في السنوات الأخيرة وحتى يومنا هذا في مركز تطوير طواقم التربية والتعليم في شرق القدس، إيمانًا منّا بأهمية مشاركة المعلّمين بشكل فعّال في التطوّر المهني المدرسي. وذلك لأنه يتيح للمعلّم عرض وتقديم ما لديه من خبرات تربوية بيداغوجية أمام زملائه الآخرين في مدرسته، أو في مدارس أخرى، ممّا يعرّف بالطاقات المهنية التربوية الهامة الموجودة في الحقل. ولذا، يسعى المركز إلى تشجيع وتنمية القوى الداخلية الشريكة والفعّالة في الحقل.

يعتمد نموذج القوى الداخلية على تطوير الأفراد المؤثّرين والقياديّين والمتميّزين من الطواقم التربوية، الذين يمكنهم تحديد احتياجات التطوّر المهني في مدرستهم، بما يتوافق مع الرؤيا المدرسية، ولهذا يعملون على التخطيط المشترك والتقييم المرحلي المستمر والتأمل والتفكّر من أجل تلبية الاحتياجات الملحة للمدرسة.

يتم بناء الاستكمال وفق دوائر التعلّم التي ينقسم المعلّمون فيها إلى مجموعات صغيرة. فالهدف الأساس من هذه العملية هو انتقال الخبرة التعليمية/التربوية من معلّم إلى آخر من خلال الخبرات المتبادلة، وعمليات التوجيه، والنقاشات والتغذية الراجعة، إذ يعتبر تعلّم الأقران نموًا مهنيًّا يهدف إلى تطوير أداء المعلّم داخل الصف. من شأن هذه الدائرة توفير فرص للمعلّمين لدعم نمّوهم المهني والتقييم الذاتي وتطوير أدائهم، إذ إنَّ الطرفين في هذه العملية متكافئان وبإمكانهما تبادل الأدوار خلال اللقاءات (بوزو-شفارتس ومندل-ليفي، 2016).

أضحى تعبير تعلّم الزملاء من القوى الداخلية واسع الانتشار، ومعروف داخل الأطر التعليمية المختلفة في شرق القدس، كما ويتم اعتماده فعليًا بشكل منهجي. فعلى سبيل المثال، تنمّي وتدعم مدرسة العيسوية الابتدائية بنين تعلّم الزملاء منذ خمس سنوات، وقد نجح المعلّمون في الحفاظ على سيرورة تعلّم الزملاء من خلال تذويت رؤيا القوى الداخلية، إذ يجتمع المعلّمون ويعملون معًا من أجل التطوّر المهني. كان هناك صعوبة، في البداية، في إيجاد "القادة"، ولكن بعد التطبيق اتضح أنَّ الطاقم "يمتلك المعرفة"، الأمر الذي يثير الدافعية للعمل والتعلّم ويزيد من التعاون والمشاركة وبناء لغة مهنية موحّدة.

من الجدير ذكره أنَّ تنفيذ فكرة القوى الداخلية واعتمادها كمنهج يتطلّب العمل المنظّم والدؤوب، من حيث دعم المعلّمين ذوي الكفاءة والطابع القيادي، بالإضافة إلى القدرة على المبادرة والاجتهاد الذاتي وتعزيز الثقة بالتعلّم الداخلي في المدرسة. يتيح كل ذلك الفرصة على الانفتاح والتعلّم القائم على الأدلة المستمدّة من الممارسات التعلّمية الشخصية لدى المعلّمين من خلال تعاملهم مع الطلاب داخل الصف، إذ يكون التعلّم ملموسًا وقريبًا من الخبرة وأكثر فاعلية عند استخدام الأدلة من داخل الصفوف.

كجزء من العمل المجتمعي المهني، تقوم طواقم المعلّمين داخل مجتمع القوى الداخلية بتطوير لغة تربوية مشتركة يستخدمونها في مدرستهم. كما وأنَّ "القوى الداخلية" لديها الإمكانية بإحداث تغيير وتأثير على بناء ثقافة التعلّم التعاوني والمشاركة بين الزملاء، وذلك لأنه لا يمكننا الاكتفاء بالتعاون "الظاهر"، الذي يهدف إلى صياغة اتفاقيات مبطنة بين المجموعة فقط، بل على الزملاء اعتماد مناقشات وحوارات بنّاءة بين بعضهم البعض. كما ويُطلب من المعلّمين مشاركة ما يعتبر بشكل تقليدي خاص وفردي، مثل الأهداف والاستراتيجيات والمواد الدراسية والأسئلة والمخاوف والأخطاء والنتائج، من أجل تعزيز الحوار الحقيقي في الفريق، إضافة إلى ضرورة التغلّب على المعارضة والرفض التي يمكن أن تظهر عند أغلب المعلّمين. تستند ثقافة التعاون، التي تميز "القوى الداخلية"، إلى عملية منهجية بحيث يعمل المعلّمون معًا على تحليل وتحسين والتطوير، بهدف الوصول إلى تحسين وتطوير أداءاهم داخل الصفوف والمدرسة ككل.

تُخصّص بعض ساعات القوى الداخلية لتعزيز التعاون والشراكة بين المدراس المختلفة. ولهذا، توجد لدى الطاقم إمكانية التعلّم المتبادل بين المدراس، إذ إنَّ هناك مدارس مستضيفة بموضوع التميز المدرسي الخاص بها، والتي تتمتّع بإمكانية استضافة زملاء من مدراس أخرى في إطار ساعات القوى الداخلية. ينطوي ذلك على فرصة التعرّف والتعلّم عن قرب لإحدى الخاصيات الموجودة في المدرسة، ويقوم باستقبال هؤلاء الزملاء طاقم مهني من المدرسة المستضيفة: استقبال، ومحاضرة، وجولة في المدرسة، وورشات عمل بمجموعات صغيرة، وتغذية راجعة. 

bottom of page